نفى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأربعاء) مشاركة بلاده في غلق معبر رفح، أو تجويع القطاع بمنع دخول المساعدات لسكانه، مؤكداً أن معبر رفح مفتوح على مدار الساعة أمام المساعدات اللازمة لسكان قطاع غزة، وأن مصر كانت تدخل لغزة يومياً 600 شاحنة.
وقال السيسي خلال الاحتفال بالذكرى الـ 72 لعيد الشرطة في مصر: «إن الاتهامات الموجهة إلى مصر بأنها السبب في منع الإغاثة لغزة هي غير صحيحة»، موضحاً أن معبر رفح ظل مفتوحاً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع والشهر، وأن الإجراءات الإسرائيلية هي العائق الحقيقي أمام تلك الجهود الإنسانية.
وأشار إلى أن مصر تسعى جاهدة لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في غزة، وأنها لن تقوم بإغلاق معبر رفح أمام عبور المساعدات الإنسانية، وأنها مستمرة في تسهيل الوصول إلى قطاع غزة رغم التحديات القائمة.
وأضاف: «لم نصل في أعلى تقدير أكثر من 220 شاحنة، بسبب إجراءات الجانب الآخر من المعبر (إسرائيل) الذي لا يخضع للسلطة المصرية، وهي إحدى وسائل الضغط التي يمارسها الجانب الإسرائيلي على سكان قطاع غزة».
وأشار إلى أن هذا جزء من كيفية ممارسة الضغط بخصوص مسألة إطلاق سراح المحتجزين، مشدداً بالقول: «لا يمكن نقفل معبر رفح أمام عبور المساعدات لغزة.. ولا بد أن تكونوا متأكدين من ذلك.. وليس بالضرورة أن تقدم هيئة الاستعلامات ولا الخارجية والداخلية ولا المخابرات العامة بيانا حول ذلك ولن نعمل هذا نحن».
وأفصح الرئيس المصري عن تأثر بلاده بوضع الملاحة في البحر الأحمر، جراء الهجمات التي يشنها الحوثيون، والتي تستهدف طريقاً للتجارة بين الشرق والغرب، ولاسيما تجارة النفط عبر قناة السويس، ما دفع بعض شركات الشّحن الدولية إلى إعادة توجيه السفن لتجنب المنطقة.
ولفت إلى أن موقف بلاده في التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة في قطاع غزة واضح منذ البداية وقائم على شعور عميق بالمسؤولية التاريخية والإنسانية لمصر، والوقوف دائماً بجانب أشقائه من الشعب الفلسطيني، وهو دور ستواصل مصر القيام به بنبل وشرف وتجرد، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
واعتبر السيسي، أن تعقيد الظروف الإقليمية والدولية، فرض على مصر تحديات اقتصادية كبيرة، لم تكن لتستطيع أن تصمد أمامها إلا بما حققته إرادة الشعب التي شيدت خلال السنوات القليلة الماضية، أساساً متيناً يعين على عبور التحديات الراهنة.
وأوضح الرئيس المصري أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها واستقرارها، أمر لا تتحمله الحكومة أو القيادة فقط، وإنما كل أفراد الشعب المصري، فهو مسؤول عن أمنها واستقرارها وتقدمها، مؤكداً أن المنطقة، والعالم بأكمله في وضع صعب ومضطرب، وأن مصر تواجه أزمة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل نحو 3 أشهر، وما يحدث في البحر الأحمر الذي كان له تأثير في حركة الملاحة، ومن قبلها أزمات الحرب الروسية في أوكرانيا، وجائحة فايروس كورونا.
ويعد خطاب الرئيس المصري رداً قوياً على مزاعم إسرائيل أمام المحكمة الدولية بلاهاي أخيراً.